الاميرة شاهى عضو مميز
عدد المساهمات : 638 نقاط : 6306 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 العمر : 25
| موضوع: تفسير سورة الفيل الأحد يونيو 05, 2011 2:09 am | |
| تفسير سورة الفيل سورة الفيل
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)} ـــــــــــــــــــ
بين يدي السورة
مكية / مدنية: مكية
الترتيب في المصحف:105
الترتيب في النزول:19
عدد آياتها:5
عدد كلماتها:23
عدد حروفها:96
ــــــــــــــــــ
* سبب النزول:
لا يوجد
ــــــــــــــــــ
* التفسير
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) }
أي:ألم تعلم - أيها الرسول- كيف فعل ربك بأصحاب الفيل: أبرهة الحبشي وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة؟ والاستفهام للتقرير بما تواتر نقله من قصتهم.
ومختصر القصة: أن أبرهة بن الصباح الأشرم - ملك اليمن من قِبل النجاشي ملك الحبشة- بَنَى كنيسة بصنعاء وسماها القُلَّيس ، وأراد أن يصرف الحاج إليها ، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلاً[1] , فأغضب ذلك أبرهة، فحلف ليهدمن الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيلٌ قوي اسمه محمود ، وفيلة أخرى فلما تهيأ للدخول ومعه جيشه قدم الفيل ، وكان كلما وجَّهوا الفيل إلى الحرم بَرَك ولم يبرح ، وإذا رجعوه إلى اليمن أو إلى جهة أخرى هرول ، فأرسل الله تعالى طيراً مع كل واحدٍ في منقاره حجر وفي رجليه حجران ، أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة ، فترميهم فيقع الحجر على الرجُل فيهلك.
.................................................. .............
{ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) }
أي : ألم يجعل مكرهم وسعيهم لتخريب الكعبة في تضييعٍ وإبطال فخيَّب مسعاهم ، ولم ينالوا قصدهم؟
وأصل التضليل: مِنْ ضَل عنه إذا ضاع, فاستُعير هنا للإبطال.
.................................................. .............
{ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) }
معنى (أبابيل):جماعات متتابعة بعضها في إثر بعض.وهو اسم جمع لا واحد له, وقيل واحده إبَّالة, وهي حزمة الحطب الكبيرة, شبهت بها الجماعة من الطير في تضامها.
والعرب تستعمل الأبابيل في الطير ، كما في قول الشاعر :
تراهم إلى الداعي سرعاً كأنهم ... أبابيل طير تحت دجن مسجن
وتستعملها في غير الطير كقول الآخر :
كادت تهدّ من الأصوات راحلتي ... أن سالت الأرض بالجرد الأبابيل
ومعنى(سجيل) : طين متحجر.
ومعنى الآية: وبعث عليهم طيرًا في جماعات متتابعة، تقذفهم بحجارة من طين متحجِّر, لا تسقط على أحدٍ إلا أهلكته.وقيل حجارة من جهنم.
قال سعيد بن جبير : كانت طيراً من السماء لم ير قبلها ولا بعدها .
وقال قتادة : هي : طير سود جاءت من قبل البحر فوجاً فوجاً مع كل طائر ثلاثة أحجار : حجران في رجليه ، وحجر في منقاره لا يصيب شيئًا إلاّ هَشَّمَه .
.................................................. .............
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}
العصف: ورق الزرع بعد الحصاد كالتِبْن وقشر الحنطة ، سمي عصفا لأن الريح تعصف به ، فتفرقه ذات اليمين وذات الشمال. . والعصف: جمع عصفة ، وعصافة ، وعصيفة.
ومعنى الآية: فجعلهم به محطمين كتِبْنٍ أكلته البهائم ثم أخرجته رَوثًا. إلا أنه لم يذكر بهذا اللفظ لهجنته فجاء على الآداب القرآنية, فشبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث وفيه إظهار تشويه حالهم.
وفي هذه القصة –كما بينت السورة الكريمة- عبرة عظيمة حيث وقعت بمكة في عام مولده صلى الله عليه وسلم إرهاصًا لبعثته, على كيفية هائلة تدل على عظم قدرة الله تعالى وانتقامه من الجبارين, وتدل على مكانة بيته المعظم وحرمته وشرفه, وعلى إنعامه تعالى على قريش بصد عدوهم عنهم, فكان حقيقًا بهم أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئًا, وفيها تنبيه لقريش وغيرهم من المكذبين إلى شدة أخذه تعالى للباغين والظالمين وأنه سبحانه وتعالى قادر على تعذيبهم بما يشاء , وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البلاغة : تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نذكر منها ما يلي :
1- الاستفهام للتقرير والتعجيب ] ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ] .
2- تعليق الرؤية بكيفية فعله جل وعلا f]كيف فعل ] لا بنفسه بأن يقال : ( ألم تر ما فعل ربك...إلخ ) لتهويل الحادثة ، والإيذان بوقوعها على كيفية هائلة ، وهيئة عجيبة ، دالة على عظم قدرة الله تعالى. .. قاله أبو السعود. 3- الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بإضافته إلى اسم الجلالة f]فعل ربك ] فيه تشريف للنبي العظيم . 4- التشبيه المرسل المجمل f]فجعلهم كعصف مأكول ] ذكرت الأداة وحذف وجه الشبه ، فهو تشبيه مرسل مجمل. 4- توافق الفواصل في الحرف الأخير مثل ] الفيل ، تضليل " سجيل ، أبابيل ] وهو من المحسنات ا لبديعية.
| |
|