وسط الأحداث التى تسارعت وتيرتها فى تونس خلال الأيام الماضية برز اسم
سليم عمامو المدون التونسى الذى تعرض للاعتقال فى 21 ديسمبر الماضى وبعد
هروب زين العابدين بن على من تونس وانقلاب الأوضاع خرج عمامو من السجن
ليصبح عضوا فى الحكومة الجديدة وهو الذى مازال فى العشرينيات من عمره
ليحصل على منصب كاتب دولة لوزير الشباب والرياضة (وهو منصب وزارى فى
تونس).
حكايته أغرب من الخيال وتبشر بتغيير حقيقى وثورى فى مفهوم القوى التقليدية
فى المنطقة العربية.. بحيث يصبح المدونون والهاكرز وشباب الفيس بوك قوة
حقيقية وليست افتراضية فى مجال التأثير على سير الأحداث داخل بلداننا..
فقد كان هذا الشاب التونسى يعمل فى واحدة من أكثر بلدان العالم قمعا لحرية
التدوين وأكثرها سيطرة ورقابة على شبكة الإنترنت.
سليم عمامو ناشط فى مجال الإنترنت.. يؤمن بحق الجميع فى تدفق المعلومات
والحصول عليها وهو ينتمى فى ذلك لحركة عالمية من الناشطين الذين يؤمنون
بهذا الحق وينظمون أنفسهم لاختراق أى نظام أمنى فى العالم يهدف لحجب
المعلومات أو منع تدفقها.. لذلك فقد ركز عمامو نشاطه ومهارته فى مجال
القرصنة الإلكترونية لتعطيل الرقابة التى تفرضها حكومة "زين العابدين بن
على" على الإنترنت.. بل إنه جعل مدونته الخاصة بوابة يستطيع من خلالها أى
مستخدم للإنترنت حول العالم أن يتعلم كيف يخترق الرقابة الحكومية وكيف يصل
إلى مصادر المعلومات التى يحاول الحكام وأصحاب القرار والشركات العملاقة
حجبها عن الجمهور العام.. ونجح فى ذلك نجاحا هائلا الأمر الذى جعل الفيس
بوك والتويتر ومواقع الإنترنت وسيلة فعالة لتنظيم تحرك الشعب التونسى طوال
الـ28 يوما الدامية التى خاض فيها معركته ضد النظام القمعى الذى سقط.
من بين عشرات الخطوط الدرامية والعوامل المختلفة التى يسرف المحللون
السياسيون فى الحديث عنها وهم يتأملون ما حدث فى تونس أعتقد أن حالة سليم
عمامو هى الحالة الأهم والأبرز والأكثر درامية واحتياجا للبحث والتحليل
لأنها تبشر بجيل كامل من المدونين فى العالم العربى وحول العالم يمتلكون
الكثير من القدرات التقنية ويستخدمون مهاراتهم وقدراتهم لتغيير الواقع
المحيط بهم.. بل وينجحون فى ذلك فى النهاية
المصدر / اليوم السابع.