دعا الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أن يقدم خريطة طريق للشعب المصرى حول الخطوات القادمة التى سيقدم عليها، ولا يكتفى بالبيانات التى يصدرها فقط، مع فتح حوار مع القوى الوطنية فى مصر، وقال "على المجلس أن يستمع لكافة أطياف الشعب المصرى ثم يتخذ قراراً".
واعتبر البرادعى أن مدة الـ 6 شهور غير كافية لفترة انتقالية قائلاً: "لابد أن تبنى دولة ديمقراطية حقيقة، فلا داعى للاستعجال، لا نريد أن تخطف الثورة، فلا مشكلة إذا وصلت الفترة الانتقالية لسنة"، مقترحا تشكيل مجلس رئاسى يضم مدنين منهم قاضى وعسكرى لإدارة الفترة الانتقالية وحكومة ائتلاف وطنى، وإلغاء قانون الطوارئ، وإطلاق حرية إنشاء الأحزاب والعمل بدستور مؤقت، مع تشكيل لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد، فتعديل الدستور ليس الحل الأمثل على حد قوله، مضيفا "الدستور الحالى وفقا لحديثى مع الفقيه الدستورى ثروت بدوى لابد أن يتم تفويره".
وأعرب البرادعى خلال لقائه فى صالون إبراهيم عيسى بقناة الجزيرة عن تقديره لدور الشباب لتفجيره ثورة 25 يناير، لكنه أوضح أن الثورة هى ثورة الشعب المصرى، مضيفا "الشباب قاموا بدور عظيم فهم محركو الثورة، وإدارتها بحاجة لخبرة سياسية"، معلقاً على سؤال بشأن شعوره بعد إعلان اللواء عمرو سليمان بتنحى الرئيس مبارك "حمدت الله أنى عشت عشان أشوف اليوم ده.. مكنتش أتصور إن أشوف مصر محررة من الاحتلال المحلى، وهو أصعب من الاحتلال الخارجى"، لكنه فى المقابل قال "كنت أتمنى أن يخرج مبارك من السلطة بشكل لائق وليس كما خرج".
ووصف البرادعى الإخوان المسلمين بأنها "جماعة محافظة"، قائلاً: إنها حصلت على مصداقيتها من الشعب عبر المساعدات التى قدمتها، فى الوقت الذى عجزت فيه الحكومة عن تقديمها، موضحاً أن نسبة الإخوان لا تتجاوز الـ 20% من جملة الشعب المصرى لكنهم لم يكونوا فاسدين يوماً كالحكومة".
وطالب البرادعى الرئيس القادم لمصر بأن يتحمل المسئولية كاملة عن مطالب الشعب المصرى، وأن يعلن عن حقيقة التحركات الإصلاحية التى يقوم بها، موضحاً أن ما يتردد حول الفقر الذى تعانى مصر غير صحيح، داعيا لمحاسبة النظام السابق على دم الشهداء واسترداد الأموال المنهوبة.
وعن اللقاءات والمكالمات التى تلقاها البرادعى من الخارج خلال الثورة، قال إنه تلقى اتصالات من عدد من الشخصيات الدولية منهم رئيس جمهورية المالديف ورئيس خارجية روسيا وألمانيا ورئيس وزراء اليونان، وكان تساؤلهم كيف تخرج مصر من المأزق، فطالبتهم بالانحياز كشعوب لقيم الديمقراطية والحرية، خاصة أن الحل الوحيد لإقامة مجتمع عربى إسلامى قائم على العدالة والحرية هو الديمقراطية، بجانب اتصال من كوفى عنان، فمنهم اتصل بى لصداقتى بهم، وآخرون طلبا لرؤيتى حول ما يمكن فعله.
وقال البرادعى إنه أبلغ مارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية لدى القاهرة، إنه حان وقت رحيل "مبارك"، فالشعب المصرى فى الشوارع وعلى الجيش أن يمسك زمام الأمور لفترة انتقالية، مضيفاً "كانت دائما تقول التغير سيحدث على يد المصريين ولن نتدخل"، وهذا حقيقة ما حدث، نافيا زيارة مبعوث أمريكى له.
وعن العلاقات المصرية الإسرائيلية، قال البرادعى إن ما تنادى به إسرائيل حول وجود سلام يتنافى مع أفعالها، خاصة بوقوفها حاجزا أمام الدولة الفلسطينية، موضحا أن الكرة ليست فى ملعب المصريين فقط، وعلى إسرائيل تعديل سياستها مع الدول العربية.